28/2/2025
إعداد الدُّكتور جميل محمَّد جبريل عدوان
الأستاذ المشارك في علوم اللُّغة بقسم اللغة العربية وآدابها كلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة الأقصى-غزة-فلسطين
ملخص البحث
الصراع بين الحقّ والباطل سًنَّة كونية أزلية، والعداوة بينهما مستمرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. والصراع على المصطلح جانب من جوانب هذا الصراع الفكري لأي أمة كانت، وهو الآن حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها في عصر الهيمنة العالمية أو ما يسمونها (العولمة)، ليس في السياسة والاقتصاد والأمن والتكنولوجيا فحسب؛ وإنّما في كل جوانب الحياة، ومنها اللغة والإعلام ومتعلقاتهما؛ لنجد أنفسنا –نحن العرب والمسلمين- نعيش في أيامنا هذه (معركة مصطلحات) حقيقية، هي امتداد لمعارك القيم والتقاليد والأعراف وأنماط الحياة المستمرة، حيث بدأت هذه الدول المهيمنة والمسيطرة بمحاولات استعادة موقعها التاريخي وريادتها الحضارية منذ قرنين تقريبًا من الزمن.
كلمات مفتاحية: صراع، عولمة، مصطلح، الصهيونية، العربية.
Abstract
The conflict of the term
The conflict between truth and falsehood is an eternal cosmic law, and the enmity between them will continue until God inherits the earth and those on it. The struggle over the term is an aspect of this intellectual struggle for any nation, and it is now an undeniable reality in the era of global hegemony or what they call (globalization), not only in politics, economics, security and technology; But in all aspects of life, including language, media and their related matters. We find ourselves – we Arabs and Muslims – living in our days a real (battle of terminology), which is an extension of the ongoing battles of values, traditions, customs and lifestyles, as these hegemonic and controlling countries began attempts to regain their historical position and civilizational leadership nearly two centuries ago.
Keywords: conflict, globalization, term, Zionism, Arabic.
مقدِّمةٌ
منذ اغتصاب فلسطين في العام 1948م إلى يومنا هذا؛ وما برح الإعلام الصهيوني يوظّف كلّ ما يملك من وسائل ويسخّرها لخدمة أهداف مشروعه الصهيوني؛ ليؤكّد على أن فلسطين التاريخية ليست أرضًا محتلَّة كما يدعّي الفلسطينيون؛ بل أرض يهودية محرَّرة، وأن دولة الكيان “إسرائيل” الحالية ما هي إلا تكرار لإسرائيل القديمة، وأن تاريخ فلسطين بدأ بمملكة داود u في القرن العاشر قبل الميلاد، وينتهي بإسرائيل الجديدة التي تمثّل بعثًا وإحياءً لإسرائيل القديمة والتاريخية.
وقد غيَّرت الحركة الصهيونية منذ مؤتمر “بازل” عام 1898م أسماء الأماكن والآثار الفلسطينية، وطمست أية أدلة على عروبتها أو إسلاميتها أو امتدادها الحضاري الإنساني غير اليهودي؛ مستخدمةً أدواتها الثقافية والإعلامية التي تمكّنها من صناعة المصطلحات وصياغة التعريفات، التي تًعدُّ نقاطًا مرجعيةً تسهم في تحديد قوانين اللعبة السياسية، وقوالبَ يُصَبُّ داخلها الرأي العام.
كما بذلت الحركة الصهيونية جهودًا كبيرة في محاولاتها اختلاق علاقة ما بين اليهود وبين أرض فلسطين التاريخية، فعمدت إلى تغيير أسماء المواقع والأماكن والبلدات الفلسطينية، وربطها بالتوراة والتاريخ اليهودي المزيَّف، وقاموا بعملية تزوير وتغيير واسعة لمجمل معالم فلسطين، وأنفقت أموالًا طائلةً من أجل تثبيت دعاوى تاريخية مفتعلة.
وقد حاول هذا البحث كشف النقاب عن هذه المخططات الصهيونية، والأهداف التي يرمي الاحتلال الصهيوني إلى تحقيقها على الأرض الفلسطينية، من خلال تغيير المصطلح العربيّ الفلسطينيّ، واستبدال مصطلحات عبرانية توراتية يهودية به.
المطلب الأول: حتمية الصراع بين الحقّ والباطل
توطئةٌ
الصراع بين الحقّ والباطل سًنَّة كونية أزلية، والعداوة بينهما مستمرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، يقول الله U: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ [هود:118-119]، كما أنَّ الله U خلق عباده ليبتليهم ويختبرهم، ومن ألوان الاختبار والابتلاء أن يكون لعباده المؤمنين عدوٌّ من غيرهم أو من أنفسهم، ثم يقوم الصراع بين هاتين الفئتين. وقد تنوعت في زماننا هذا ألوان الصراع وتعددت، ومن أعتاها وأشدها: الغزو الفكري، وزعزعة الثوابت؛ فعمد أعداؤنا إلى غزو المسلمين فكريًا؛ لزعزعة ثوابتهم، فرسموا الخطط، واعتمدوا التدرج والتستر وراء الشعارات البراقة التي ينفذون من ورائها ما يريدون.
والصراع على المصطلح جانب من جوانب هذا الصراع الفكري لأي أمة كانت، وهو الآن حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها في عصر الهيمنة العالمية أو ما يسمونها (العولمة)، ليس في السياسة والاقتصاد والأمن والتكنولوجيا فحسب؛ وإنّما في كل جوانب الحياة، ومنها اللغة والإعلام ومتعلقاتهما؛ لنجد أنفسنا –نحن العرب والمسلمين- نعيش في أيامنا هذه (معركة مصطلحات) حقيقية، هي امتداد لمعارك القيم والتقاليد والأعراف وأنماط الحياة المستمرة، حيث بدأت هذه الدول المهيمنة والمسيطرة بمحاولات استعادة موقعها التاريخي وريادتها الحضارية منذ قرنين تقريبًا من الزمن([1]).
أولاً: المفاهيم الشرعية منطلق الصراع
إنَّ تغيير المصطلحات وتسمية الأشياء بغير اسمها فتنة من أعظم الفتن، وتلبيس يلبّس به إبليس وحزبه على الناس، ليوقعوهم في معصية ربهم I. فحين خلق الله I آدم u علَّمه الأسماء كلها، يقول الله U: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [البقرة:31]، وخلاصة كلام المفسرين في هذا الأمر “أنَّ الله تعالى عَلَّم آدَمَ u أسماءَ كلِّ شيء”([2])، فالله I أظهر شرف آدم u بأن علَّمه الأسماء الصحيحة للأشياء، ثم أمر الملائكة بالسجود له؛ فسجدوا، إلا إبليس؛ أبى واستكبر.
وجاء تفصيل ما وسوس به إبليس لآدم u في قول الله I: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾ [طه:120]. فإبليس لم يصرّح لآدم u أنه يريد منه أن يعصي ربَّه I، بل خادعه، وكذب عليه، وحلف له بالله تعالى أنه ناصح له ولزوجه، قال الله تَعالى: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [الأعراف:20،21]، وأن نصيحته “الطيبة” هي الأكل من ﴿شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾.
ومما تقدّم يتبيّن أنّ الله I علَّم آدم u أسماء المخلوقات والموجودات؛ ليعرفها، ويفرّق بينها، ويتعامل مع ما تدلّ عليه، وهذه هي وظيفة المصطلح في كل زمان ومكان، حيث يتحقق مطلوب البشر في التحديد والوصف، وتستبين الأمور، وتنفصل المعاني بعضها عن بعض في دلالتها على الحسيّات أو المعنويّات، وتستقيم أمور الناس، ويتعارف أهل كل لغة وجنس ولون وصنف وجهة وعمل وفنّ وحال على قواعد حديثهم ومسائل منطقهم.
وقد تمثَّل هذا الحرص على المصطلح وتأطيره ورسم حدوده ورسومه عند النبيّ r، في أحاديث ووقائع عدة مارس فيها الضبط اللفظي والضبط الدلالي للمصطلح، قولًا أو فعلًا، وكان النبيّ rحريصًا في هذا المجال على تعديل المصطلح وضبطه أو تغييره عند الاقتضاء بقدر الإمكان في مختلف جوانب الحياة، فقد وجَـدَ مصطلحاتٍ وألفاظًا وأعرافًا قبل الإسلام، فأقرَّ منها قسمًا، ولم يقرَّ قسمًا آخر، وهو ما كان منها يتعارض مع الثوابت العقدية ومقتضياتها، أو مما يُكره أو يُستبشع، فألغى الأولى أو استبدل بها المأثور الشرعي، واستبدل بالثانية ما هو أفضل وأنسب.
كما أشار النبيّ r بلفظ صريح إلى ظاهرة التغيير اللفظي والإبدال الدلالي اللذَينِ سيحدثان لاحقًا في بعض جوانب الحياة عامة والتشريع خاصة، بقوله: (لَيَشْرَبَنَّ أُناسٌ مِنْ أُمَّتِي الخَمْرَ، يُسَمُّونَها بِغَيرِ اسْمِها…)([3]). وهذا ما وقع حقيقةً، ويمكن رصد أمثلة عدة اتبع فيها متقدمون ومتأخرون سُبلًا غير صحيحة في هذا المجال، وشابهوا أهل الخمر في صرف اسمها إلى لفظ يريدونه ويُدلِّسون به على وصفها الحقيقي وفعلها الخطير، وواقع اليوم شاهدٌ على أفعال هؤلاء التي لا تحوجنا إلى دليل. ومعركتنا اليوم مع قوى الشرّ العالمية هي الأكثر نشاطًا والأوسع انتشارًا، مما كان عليه الأمر في مراحلها الزمنية الأولى، حتى أضحى الوصف المناسب لما نعانيه ونكابده في هذه الأوقات، هو (الاجتياح) أو (الاحتلال) أو (الحلول والاستحلال)؛ حيث تمّ غزونا بالمصطلحات الوافدة السليم منها وغير السليم، والتي احتلت كثيرًا من (معسكرات) و(قواعد) و(مكامن) و(مواضع) الثقافتين العربية والإسلامية في هذا الزمن([4]).
ثانيًا: المفاهيم ودورها في بناء الإنسان المسلم والحفاظ على هويته
المعركة بين الخير والشر قديمة عتيقة، وستدوم ما دامت الحياة الدنيا، وإن جهاد الباطل فرض على كل مسلم ومسلمة، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ”([5]). فأشار هذا الحديث إلى جهاد الباطل بالمال واللسان، ولم يقصره على جهاد السنان فقط، وقد أمر ربنا U نبيَّه r بجهاد الكفار، فقال سبحانه: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان:52]، والخِطابُ في هذه الآية وإنْ كان للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فالحُكمُ شاملٌ لِأُمَّتِه، والآية تدعو بوضوح إلى نُصرة الحَقِّ، وقمع الباطل، بكُلِّ الطاقة، وبلا فُتورٍ، فهي نصٌّ صريحٌ في أنَّ الدعوة إلى اللهِ تعالى، وإحقاق الحقِّ، وإبطال الباطلِ من أكبر أنواع الجهاد، وأشدها على أعداء الملة والدين، وأعظمها تأثيرا في نفوس العالمين([6]).
فضلًا عما تقدَّم؛ فإن المصطلح في حضارتنا وتراثنا ليس منقطعًا عن غيره كما هو في الثقافات الأخرى؛ بل هو مرتبط أشد الارتباط بمنظومة التشريع الإسلامي، التي بدأت بذرة ثم أصبحت وارفة الظلال، يروم بعضهم اقتلاعها فلما عجز عن ذلك؛ عاد إلى أغصانها قطعًا وتخريبًا. والإرث اللغوي لدى الأمة المسلمة غير منفكٍ عن الإرث المصطلحي في الرواية والنقل الذي أبدعه علماء الحديث؛ فالأول: يُعنى باللغة التي هي وسيلة التخاطب وأداة كثير من العلوم. والثاني: يُعنى بوسيلة نقل هذه العلوم وهو السند.
وكلا الإرثين فخر هذه الأمة، وغير موجودين عند باقي الأمم بهذه الصورة وهذا التكامل؛ وقد اعترف بذلك كثيرون، ونبَّهوا على أهميتهما؛ لكننا للأسف، نجد أغلب هجمات الغزو الفكري والمصطلحي تتوجه صوب هاتين الوجهتين، في محاولات محمومة؛ لتحريف الأوعية الأولى والجذور الرئيسة لها، والتشكيك في قواعد تلقّيها، سواء أكانت سماعًا أو قياسًا في اللغة، أو سماعًا وتدوينًا في الحديث([7]).
المطلب الثاني: تعريف المصطلح ونشأته
أولاً: تعريف المصطلح لغةً
(صلح): الاتِّفاق([8])، والصلح: اسم من المصالحة، وهي المسالمة بعد المنازعة([9])، والصاد واللام والحاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ على خِلاف الفَساد. يقال: صلُحَ الشَّيءُ يصلُحُ صلاحًا([10]). والاصطلاح: المصدر، ويُشتق منه اسم المفعول: المصطلَح.
ثانيًا: تعريف المصطلح اصطلاحًا
جذر (مصطلح) من: صلح، وربما كنّوا بالصالح عن الشيء الذي هو إلى الكثرة؛ ويدلّ جذر اللفظة دلالة حسّية عند العربي تشير إلى المواجه للفساد والانحلال، ثمّ استخدم اللفظ على معنًى مجرد عندما انبرى اللُّغويون إلى تقعيد اللغة، ثمّ أخذت اللفظة مجراها في الاشتقاق، فأضحت من (مُفتعَل) وزنًا، ويحمل هذا الوزن في دلالته معنى تدخل الإنسان ومهارته العقلية في الفعل([11]).
وقد وردت للمصطلح تعريفات عدة، منها:
- اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى. وثانية بقوله: هو إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر؛ لمناسبة بينهما. وثالثة بقوله: هو إخراج الشيء عن معنى لغوي إلى معنى آخر؛ لبيان المراد([12]).
- لفظ معيَّن بين قوم معيَّنين([13]).
- العُرف الخاصّ، يعني ما يتعارف عليه أهل علم من العلوم، فإذا كان هذا المصطلح لا يتضمن مخالفة لما تقرَّر في علم من العلوم؛ فإنه لا مشاحة فيه([14]).
- اتفاق طائفة مخصوصة من القوم على وضع الشيء أو الكلمة([15]).
- مصالحة، أو توفيق، أو حلّ وسط. ويُستعمل مجازًا بمعنى صلح ومصالحة وعقد واتفاق([16]).
- ما تمَّ الاتّفاق عليه، كلمة أو مجموعة من الكلمات لها معنًى معيَّن([17]).
نخلص من التعريفات السابقة بتعريف جامع للمصطلح؛ وهو: ما اتفقت عليه أمّة من الناس على كلمة أو مجموعة كلمات لها معنًى معيَّن عندهم؛ بهدف استخدامه وتداوله بينهم، والرجوع والتحاكم إليه عند الحاجة.
ثالثًا: نشأة المصطلح
يُعدّ علم المصطلح أحد فروع علم اللغة التطبيقي، ويُطلق عليه “علم الوضع”، وقد شغل علماء المسلمين من قديم، فألَّفوا فيه مؤلَّفات كثيرة، كما ازداد الاهتمام به تأصيلاً وتطبيقًا خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، ثمَّ تضاءل الاهتمام به في الفترة الأخيرة في معاهدنا العلمية وجامعاتنا، مع أنه يضع القواعد والضوابط المنظِّمة لعملية الاصطلاح([18]).
وإنَّ مقولة: المصطلحات والألفاظ مجرد أوعية توضع فيها المضامين، وأدوات تحمل المعاني التي هي ميراث لكل المذاهب والملل والحضارات؛ لهي حقٌّ يُراد به باطل، فعبارة: “لا مشاحَّة في الاصطلاح” التي قررها علماؤنا الأقدمون كانوا يريدون بها الإشارة إلى أن الحقيقة يجب أن نحصّلها من المعاني وليس من الألفاظ، لأن من طلب الحقيقة من الألفاظ؛ هلك([19]).
وقد شنَّ اليهود حربًا على المصطلح مع نزول رسالة الإسلام على نبيّنا محمد r، إذ توقعوا أن تنزَّل عليهم، وكانوا يتوعدون قريشًا بالمحق عندما يخرج من بينهم النبيُّ الخاتم r، والموجودة أوصافه في كتبهم، فلما جاء من العرب الذين يحتقرونهم ويهوِّنون من شأنهم؛ اشتدَّ حقدهم، واستعرت عداوتهم، وبدأوا يكيدون بالإسلام وأهله؛ فقاموا بدسِّ الخرافات في بعض تفاسير القرآن الكريم، فيما يُعرف بـ”الإسرائيليات”.
وقد حذَّرنا القرآن الكريم منهم، فقال الله I: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة:104]. وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام بما فيه تورية لما يقصدونه، فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا؛ يقولوا: راعنا، يوهمونه في ظاهر اللفظ أنهم يريدون: انظرنا حتى نكلمك بما تريد، ويريدون به السبَّ بالرعونة؛ لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ، أي: قلبًا للكلام بها([20]). يورون بالرعونة وخفّة العقل، وسفاهة الرأي، فنهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وأفعالهم.
وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم؛ ففي حديث أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها “أنَّ اليَهُودَ دَخَلُوا علَى النَّبِيّ r؛ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَلَعَنْتُهُمْ، فَقَالَ: مَالَكِ؟ قُلْتُ: أوَ لَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: فَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ: وعَلَيْكُمْ”. مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (وَعَلَيْكُم)، لِأَن مَعْنَاهُ: وَعَلَيْكُم السام، أَي: الْمَوْت، وَهُوَ دُعَاء من النَّبِيّ r، وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث: “يُسْتَجَابُ لنا فيهِم، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُم فِينَا”([21]).
ولا تزال الحرب على المصطلح مستعرةً؛ وأصبح العدوّ الصهيوني يصدّر إلينا المئات بل الآلاف من المصطلحات التي يختلقها ويزوّرها؛ لكيِّ وعي الأمة، وتغيير هويتها وثقافتها وتاريخها وحضارتها، والتسليم بالمشروع الصهيوني في بلادنا أمرًا واقعًا وسيفًا مسلَّطًا على رقابنا، ولكن هيهات هيهات؛ ففلسطين أرض وقف إسلامي، وهي مسرى رسول الله r، وأمانته عندنا، وستعود يقينًا إلى حضن الإسلام الدافئ وقلبه النابض وشريعته الغرّاء.
رابعًا: أهمية ضبط المصطلح ومراجعته
تبرز أهمية إعادة النظر في المفاهيم والمصطلحات المستخدمة للأسباب الآتية([22]):
- إعادة الوعي للأمة ورجالاتها؛ حيث حاول أعداؤنا كيَّه في قلوبهم ونفوسهم؛ ليبعدوهم عن أرضهم ومقدّساتهم وتراثهم ومصدر عزّتهم.
- تحقيق الانضباط في حياة الأمّة؛ للخروج من فوضى المفاهيم المتسلِّلة إلى إعلامها، بما يخالف رؤيتها لقضاياها المصيرية وثقافتها وحضارتها.
- تأكيد هويتنا الإسلامية العربية الفلسطينية، والاختصاص والتمايز لمنظومة مفاهيمنا ذات الطابع العربي والمصدر والوسائل والغايات والأهداف الأصيلة والنبيلة.
- العمل مع جمهور المتلقين المسلمين والعرب والفلسطينيين بوحدة المفاهيم؛ لتكون قادرةً على أن تمسَّ حقيقة تكوينه الحضاري، مما يؤدي إلى تفجّر الطاقة الحضارية الكامنة إلى أقصى مدى، وبلورة خطاب سياسي وإعلامي عربي فعّال؛ لمواجهة الحرب المعلنة على الذاكرة العربية والعالمية بشأن الجرائم الصهيونية في أراضينا المحتلة، وآخرها الحرب المستعرة اليوم على قطاع غزة.
المطلب الثالث: السَّيطرة على المصطلح
توطئةٌ
لجأت الصهيونية العالمية وخاصّة في بلادنا فلسطين إلى بثِّ أسماء عبرية توراتية تلمودية في لغة الإعلام العالمي، وللأسف؛ سارع كثير من إعلامنا العربي إلى نقلها دون تمحيص ودراسة ومراجعة، وأصبح يكرّر هذه المدسوسات الإسرائيلية ويعمّمها على الرأي العام بقصد أو بدون قصد؛ الأمر الذي شوَّه التاريخ عمومًا وتاريخ الصراع العربي خصوصًا، فتمّ نقل المصطلحات دون إعمال فكر أو اجتهاد أو فحص أو تمحيص([23]).
أولاً: أهداف السيطرة على المصطلح([24])
يحاول العدوّ الصهيوني جاهدًا النيل من لغتنا ومصطلحاتنا؛ من خلال:
- إدراكه أن حربه مع الفلسطينيين حرب وجود؛ لذا يحاول مسخ شخصيتهم الحضارية ومحو هويتهم العربية الإسلامية واقتلاعها من جذورها التاريخية، معتبرًا أنّ تحقيق ذلك هو الأساس في بقائه على أرضهم المحتلَّة.
- محاولته كسر الحاجز النفسي لدى العرب والفلسطينيين؛ للتكيف مع سياسة الأمر الواقع، فانتصاراته العسكرية لم تحقّق له القبول والاندماج في الوجدان العربيّ، فما زال هو العدوّ، وما زالت الجماهير العربية عصيَّةً على كل محاولات التطبيع.
- مراهنته على عنصر الزمن، ومع استغلال التقدم التقنيّ والتكنولوجيّ الهائل، ومع تفوقه الإعلامي الكمّي والنوعي على تطويع العقل والوجدان العربي والفلسطينيّ، وجعله أكثر قبولاً بالمشروع الصهيوني وإسرائيل كيانًا طبيعيًا في الوطن العربي، وهو الأمر الذي فشل فيه حتى الآن، رغم اتفاقيات التطبيع التي عقدها مع عدد من الدول العربية والإسلامية.
ثانيًا: طرق السيطرة على المصطلح
إنَّ تحديد المفاهيم وضبط المصطلح عملية في صميم قضية الهوية الوطنية، فهو انعكاس للجوهر الحضاري، ومنظومة فكرية يفترض فيها الانسجام والتكامل، لأن الإنسان بوصفه فردًا وباعتباره جزءًا من مجتمعه وأمته يعبِّر عن رؤيته للواقع من خلال اللغة.
وقد حاول العدوّ الصهيوني أن يباغتنا بالمصطلح من جبهات عدّة، منها([25]):
- سطوه على لغتنا ونهب تراثها الحيّ والتشبع به، حيث تضافرت جهود كثير من يهود العالم في تحقيق هذا المطلب منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر لإحياء اللغة العبرية من مواتها الطويل، وشعورهم بنقص حادّ في معجمهم العبري لتلبية مطالب الدولة اليهودية المزمع إنشاؤها؛ فلم يجدوا أمامهم مصدرًا غنيًا يستكملون منه ذلك النقص سوى اللغة العربية الثريَّة، فطبقوا عليها الرؤية التلمودية في جواز نهب “الأغيار” واغتصاب حقوقهم.
- تسريبه مصطلحات من بنات أفكاره عبر وسائل الإعلام العالمية، كأن يطلق على ما يقوم به من قتل للأبرياء وهدم للبنايات واكتساح للأراضي مصطلح: “الدفاع عن النفس”، ويطلق في المقابل على مقاومة الاحتلال وردِّ العدوان والجهاد في سبيل الحرية مصطلح “الإرهاب ومعاداة السامية”.
- ترهيبه الفلسطينيين وإثارة الرعب في نفوسهم إذا ما حاولوا تغيير الأسماء المحرَّفة التي وضعها، مثلما حصل مع الكثيرين، واعتبره “تحريضًا على دولة إسرائيل”.
- محاولنه فرض المصطلحات، وهي سياسة ممنهجة سعى من خلالها إلى إضفاء شرعية على احتلال فلسطين، وتسويقه باعتباره فعلاً طبيعيًا وعاديًّا.
ثانيًا: سمات المصطلح الصّهيوني
اتسم الخطاب الصهيوني للعالم بمنطلقات عدة نابعة من عقيدته المحرَّفة الزائفة، يهدف من خلالها إلى تمييع القضية الفلسطينية وتصفيتها والقضاء عليها. من ذلك([26]):
- المراوغة: فالصهيونية حركة أنشأها ويدعمها الاستعمار الغربي، ولذلك بداهة يتوجه الخطاب الصهيوني إليها وإلى الرأي العام غير اليهودي فيها، وفي الداخل الإسرائيلي يتوجه إلى جماعات يهودية تنتمي إلى تشكيلات ثقافية وحضارية واجتماعية مختلفة، وهذا يجعل نحت المصطلحات الصهيونية عملية بالغة الدقة والمهارة، ويجعل الخطاب غير متجانس، وتعتريه فجوات كثيرة؛ مما يوجب الحذر منه والتعامل معه بقدر عالٍ من اليقظة.
- تجاهل الأصول التاريخية: وكأن الواقع مجرد عمليات وإجراءات وأحداث ليس لها أصول تاريخية، فالصراع مع العرب لمجرد رفضهم قرار التقسيم، والصهيونية تعبير عن الحلم اليهودي بالعودة لأرض الميعاد، ولذلك تتحول عندهم المقاومة المشروعة إلى إرهاب، وتصبح هجمات إسرائيل على العرب مجرد دفاع مشروع عن النفس، ومن ثمَّ تبدو تسمية جيشهم بجيش الدفاع أمرًا منطقيًا.
- تغليب عنصر المكان على الزمان: فتتحول فلسطين إلى أرض إسرائيل، والوطن العربي إلى المنطقة، وتتحدد الحدود بما يحقّق الأمن الإسرائيلي دون اعتبار للتاريخ.
- النظر للظواهر الصهيونية من الداخل: مما يعزلها عن غيرها من الظواهر المماثلة في المجتمعات الإنسانية، فالإبادة النازية حدث وقع لليهود فقط، دونما ذكر لما حدث للغجر والمثقفين البولنديين والعجزة حتى الألمان منهم، مما يعني أن الأغيار يضطهدون اليهود وحدهم؛ مما يوجب إنشاء وطن قومي يؤويهم.
- استخدام مصطلحات دينية يهودية في سياقات تاريخية مختلفة: ففلسطين هي أرض الميعاد أو إسرائيل، مع أن الجماعات اليهودية في فلسطين لا صلة تاريخية لها بفلسطين، وكأن هناك استمرارًا تاريخيًا منذ وجد اليهود في فلسطين لفتره قصيرة لا تتعدى مائتي سنة، مقارنة بالوجود العربي الذي استمرّ آلاف السنين.
- الخلط المتعمّد بين بعض المصطلحات: وكأن هناك ترادفًا بينها، كالخلط بين مصطلحات اليهودي والصهيوني والإسرائيلي، وأحيانًا العبراني، على الرغم من اختلاف دلالة كل مصطلح.
- استخدام مصطلحات لها معنيان؛ معنًى معجميّ مباشر مقبول، ومعنًى حضاريّ كامن يعنيه الصهاينة، فالسلام هو سلامهم الذي يحقق لهم الأمن، والقانون الدولي العام هو الذي يؤيّد سياستهم، وهكذا.
- أيقنة بعض المصطلحات: بحيث يصبح المصطلح مرجعية في ذاته مثل: (6 ملايين يهودي) الذي يشير إلى المحرقة النازية في عرفهم.
- إشاعة بعض الصور التي تختزل الواقع: فإسرائيل هي واحة الديمقراطية، رغم ما تقوم به من تمييز وإرهاب ضد السكان العرب، وهي نموذج اقتصادي متميز رغم المساعدات الغربية اللامحدودة التي تصبّ فيها، وهي الراغبة في العيش بسلام مع جيرانها، مع أنها من أكثر الدول تسلحًا وشراسة، وهي التي لا تستقر مجتمعيًا إلا بوجود تهديدات تجمع هذا الشتات المتنافر، وهذا هو الذي يدفعها إلى خلق التوترات وشن العدوان.
ثالثًا: إشاعة المصطلح وترسيخه في الأذهان
يتطلّب سكّ المصطلح جهدًا مميَّزًا ومهارةً عالية ومراجعة مستمرة؛ لإشاعته وترسيخه في أذهان الأجيال المتعاقبة، ويعتمد هذا الجهد على وجود مؤسسات إعلامية ومحلية على درجة من الحرفية والمهنية، وكذلك وفرة في الإعلاميين المحترفين في الحرب الدعائية والإعلامية.
وقد استخدم العدوّ الصهيوني وسائل عدة في إعلامه الخبيث والموجَّه، من ذلك([27]):
- وكالات الأنباء المحلية والغربية، والصحف والمجلات والدوريات، ومنصات التواصل الاجتماعي، وشبكات التلفزة المحلية والعالمية.
- شبكة علاقات قوية ومتجذرة مع شخصيات وجمعيات أمنية مؤثّرة، سواءٌ عن طريق الزيارات المتبادلة أو المراسلات، وتوظيف ذلك إعلاميًا.
- المنظمات الصهيونية في أنحاء العالم، وما تقوم به من دور فاعل في تجنيد أفراد ومؤسسات ومراكز إعلامية، يُنفقون عليها أموالاً طائلةً.
رابعًا: التعامل مع المصطلح الصّهيونيّ
يتطلب التعامل مع المصطلحات الصهيونية حذرًا شديدًا، وتفكيكها، كي يتمّ استدعاء الحقائق التاريخية والإحصائية للماضي والحاضر، ومضاهاة الادّعاء الصهيوني بالواقع، ثم إعادة تركيب المصطلحات والنصوص، بحيث تربط الأسباب بالنتائج، والظاهرة بالسياق، والمعلومة بالنمط.
وثمَّة شروط أو سمات يجب أن يتحلَّى بها الفلسطينيون المدافعون عن هويتهم ولغتهم ومصطلحهم، حتى ينجزوا هذا العمل بكفاءة. من ذلك([28]):
- الثقة بالذات، ونفض غبار الهزيمة، هذه الثقة تجعلهم يتعاملون مع مصطلحات العدوّ الصهيونيّ بافتراض سوء نيّته، والثقة بقدرتهم على كشف تحيزاته وتعرية مخططاته الخبيثة.
- التعريف بمرجعية المصطلح؛ لأن مرجعيات العدوّ الصهيوني في السلام والتطبيع تختلف تمامًا عن مرجعيات الفلسطينيّ، فالصهاينة يؤمنون بالحقوق الدينية والتاريخية الواردة في توراتهم المحرَّفة، ولا يعترفون بأية قرارات دولية تدينهم.
- الاستشهاد بالواقع الصهيوني، لأن من أهداف الصياغات الصهيونية المضلِّلة التغطية على عدوانهم ومجازرهم التي يشهد بها تاريخهم الملطّخ بدماء الفلسطينيين.
- البحث عن نصوص صهيونية تفضح الوجه الحقيقيّ للصهيونية، وما قام به المؤرّخون الجدد من فضح مجازرهم بحقّ الفلسطينيين؛ إلا من خلال وثائقهم أنفسهم.
- السعي إلى توليد مصطلحات جديدة تستند إلى مرجعية عربية لا تقبل بالمرجعيات الغربية والصهيونية إذا جاوزت الحقَّ والعدل.
- التفريق بين بعض المصطلحات الصهيونية التي يستعملها الصهاينة كأنها تعني شيئًا واحدًا، فالصهيونية ليست نوعًا واحدًا؛ فهناك الصهيونية الاستيطانية كما اليهود الذين استوطنوا فلسطين، وهناك الصهيونية التوطينية كحال الجماعات اليهودية التي تعيش في دول مختلفة وتتخذها وطنًا.
خامسًا: أبعاد صراع المفاهيم في أثناء العدوان
تتمثل أبعاد الصراع العربي الإسرائيلي حول الشرعية الحضارية والثقافية والوجودية، وهو ليس صراعًا صهيونيًا فلسطينيًا، فأهمّ ما يفتقده الكيان الغاصب هو الأرض والشعب واللغة التي تجمعهم، فالإسرائيليون مجمّعون من دول متعددة، وبالتالي من ثقافات متعددة ولغات عدة.
وتهدف الحروب الكثيرة التي قامت بها دولة الكيان الصهيوني حتى اﻵن إلى استكمال مكونات المشروع الصهيوني المتعددة، بما في ذلك السيطرة على الأرض وطرد السكان الأصليين. وبالتالي، هي قضية هوية وصراع وجودي ولغة. وبالتالي؛ فإنّ التغيير الثقافي من خلال إرهاب السكان الأصليين ومحاربة وجودهم على أرضهم الفلسطينية، ومن خلال المحاولة المستمرة لوضع اليد الصهيونية بأكملها على مدينة القدس الشريف المقدسة، وبالتالي هدم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، ومحو الوجود الديني والثقافي للأمة الإسلامية من الأرض الفلسطينية، من أجل بناء ذلك الهيكل المزعوم.
وبعد المؤتمر الصهيوني الأوّل للمنظمة الصهيونية في مدينة بازل في سويسرا، والّذي عقد بزعامة “تيودور هرتزل” عام 1897م، تمّ اختيار أرض فلسطين بوصلة تتجمّع فيها الصهيونية. وكان الاختيار على بقعة إستراتيجية تسمح بالسيطرة عليها للدول الغربية بوجود موطئ قدم في قلب العالمين العربي والإسلامي، بعد أنّ كان من ضمن الدول المقترحة الأرجنتين وأوغندا. وبطبيعة الحال، بعد هذا الاختيار أصبح هناك صراع بين العروبة الإسلامية كأيديولوجيا وهوية للعالم العربي، وبين الصهيونية العبرانية كهوية لـ”الوطن الصهيوني”.
لذلك؛ كثرت التنظيمات المتطرفة في العالمين الإسلامي والعربي. وإذا بحثنا في مدى نفعها للعالمين العربي والإسلامي نجد النتيجة صفرًا، بينما نتيجة نفع وجودها بالنسبة إلى الصهيونية والحكومات الغربية؛ فهي مائة في المائة([29]).
المطلب الرابع: مصطلحات صهيونية وإعادة صياغتها
توطئةٌ
دأبت الآلة الإعلامية الصهيونية على ابتداع مصطلحات جديدة تخدم المشروع الصهيونيّ الاحتلالي لأرض فلسطين، ثمّ نشر هذه المصطلحات وسط وسائل الإعلام العالمية؛ في محاولة لإذابة هوية الشعب الفلسطيني، وتقبلها لوجود الكيان الصهيوني بين دولهم.
ولا شكّ أن هذه المصطلحات اليهودية المسمومة دخلت القاموس اللُّغوي العربي الفلسطيني عبر وسائل الإعلام المختلفة، والأمر المؤسف أنّنا اعتدنا سماعها، وتتكرر على ألسنتنا من غير قصد؛ الأمر الذي يتطلّب منّا العودة الجادَّة إلى مصطلحاتنا العربية الإسلامية الصحيحة، والتحذير من المقاصد الصهيونية الخبيثة من وراء بثّ هذه المصطلحات.
أولاً: مصطلحات صهيونية وتحليلها وإعادة صياغتها([30])
المصطلح | تحليله | إعادة صياغته |
أرض الميعاد | استخدمه العدوّ الصهيوني –بخبثٍ ودهاءٍ- لزيادة الحماسة الدينية لدى يهود العالم؛ وتشجيعًا لهم للانتقال إلى أرض فلسطين الموعودة، بحيث يُصبح أمرًا واقعًا مفروضًا عليهم، ولا يستطيعون الهروب منه. | أرض فلسطين |
الأرض مقابل السلام | يقصدون به السلام المزعوم الذي يُفضي إلى قبول العرب والمسلمين بالكيان الصهيوني دولةً مستقلةً ذات حدود آمنة مع جيرانهم من الدول العربية. | الاستسلام مقابل السلام |
الإرهاب والعنف | يصفون بهما مقاومة الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين الاحتلال الصهيوني البغيض؛ بهدف نزع صفة الشرعية عنها، وتأليب العالم على من يقاوم الكيان الصهيوني المغتصب. | الجهاد والمقاومة |
الإسرائيليون | يُطلق على شتات اليهود الغاصبين القادمين من بقاع الأرض المختلفة، وتسكينهم أرض فلسطين بعد الإعلان الغاشم عن قيام دولتهم المزعومة عام 1948م. | اليهود أو الصهاينة |
الأسير الفلسطيني | يهدف إلى طمس جرائم الاحتلال وظلمهم، وطيّ مصطلحات الحرب والعدوان الغاشم على أرض فلسطين، وما ينتج عنها من أسرٍ وقتلٍ وتشريد وإصابة. | المُعتقَل الفلسطيني |
التطبيع | يهدف إلى جعل العداء مع اليهود وكيانهم الغاصب، أمرًا طبيعيًا، وتمييعه في نفوس الأحرار من أبناء المنطقة العربية والإسلامية، وتعديلها لتتعايش مع الكيان الصهيوني البغيض. | الاستسلام |
جبل الهيكل | هو الهضبة التي أقيم عليها: المسجد الأقصى المبارك، ومسجد قبة الصخرة المشرَّفة، والأوقاف الإسلامية المختلفة. وتُسمَّى أيضًا: جبل موريا. | جبل بيت المقدس |
جيش الدفاع الإسرائيلي | يوحي للعالم بأن هذه العصابات الإجرامية إنما تدافع عن حقوقها وأرضها وشعبها وتاريخها ومقدساتها؛ بهدف صرف الأنظار عن حقيقة الحرب واغتصاب أرض فلسطين. | قوات الاحتلال الصهيوني |
حارة اليهود | دمَّر المحتلّ الصهيونيّ هذه الحارة الفلسطينية القديمة مباشرةً بعد استيلائهم على مدينة القدس عام 1967م، وتمَّ تسويتها بالأرض ومسح معالمها بالكامل. | حارة المغاربة أو حارة الشَّرف |
حائط المبكَى | يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى المبارك، ويزعم الصهاينة أنه الجزء المتبقي من هيكلهم المزعوم، ويقيمون عنده طقوسهم الدينية الزائفة وصراخهم ونواحهم وعويلهم. | حائط البُراق |
حدود قطاع غزة | يُفرّق الصهاينة في خطاباتهم وسياساتهم بين قطاع غزة والضفّة الغربية المحتلّتين؛ فهم لا يعدّون غزة جزءًا من كيانهم الغاصب، بينما يعدّون الضفة الغربية جزءًا من كيانهم. | خطّ الهدنة عام 1967م |
حرب الأيام الستَّة | حرب شنَّها الصهاينة اليهود بعض الدول العربية، واحتلّوا فيها كلاً من: القدس الشريف، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وأجزاء من الجولان السُّوري، وأجزاء من أرض سيناء المصرية. واقتبسوا هذه التسمية -زورًا وبهتانًا- من الحرب التي شنَّها نبيّ الله يوشع بن نون u على أعدائه، وقد نصره الله U عليهم. | حرب 1967م أو نكسة حزيران 1967م |
الحوض المقدَّس | مصطلح حديث، يُقصد به المنطقة التي تقع داخل أسوار مدينة القدس القديمة، والتي تتواجد فيها الأماكن الشريفة والمقدسات والأوقاف الإسلامية. | البلدة القديمة |
دولة إسرائيل | يريدون به فرض دولتهم وسيادتهم على أرض فلسطين التاريخية، والاعتراف بها محليًّا وإقليميًا وعالميًا، وإثبات حقّهم في الوجود على هذه الأرض الفلسطينية المغتصبة. | الكيان الصهيوني الغاصب والمحتلّ |
الشرق الأوسط | مقدمة خبيثة تحايلية للتعايش مع الصهاينة الغاصبين، وإفساح مكان للكيان اليهودي في المنطقة العربية والإسلامية، وإيهام الشعوب العربية والإسلامية بأن دولة اليهود عضو فيها. | الشرق الإسلامي |
عرب إسرائيل أو عرب الداخل | يريدون جعل أهل فلسطين الأصليين جزءًا من الكيان الصهيوني الغاصب، ودمجهم بالكامل في دولتهم المزعومة، ومع ذلك؛ فإنهم يعتبرونهم أقلية –حتّى اليوم- داخل الكيان، ويعاملونهم بدرجة أقلّ بكثير من اليهود الأصليين. | أهل فلسطين المحتلة عام 48 |
العمليات الانتحارية أو الإرهابية | وصف الصهاينة المقاومة الفلسطينية بأوصاف تدلّ على أفعال وأهداف شنيعة؛ بهدف تشويه الصورة الحقيقية والبطولية للأعمال الفدائية التي يقومون بها. | العمليات الجهادية أو الاستشهادية |
الكنيست الإسرائيلي | يهدف إلى ربط البرلمان الصهيوني غير الشرعيّ -هيئة تشريعية يهودية- بهيكلهم المزعوم؛ لإيجاد شرعية له. ولهذه التسمية مرجعية دينية عقدية يهودية. | المجلس النيابي للكيان الصهيوني |
المحرقة الكبرى “الهولوكوست” | استغلها اليهود لابتزاز الشعوب والدول الغربية –وخاصّة ألمانيا- وكسب تعاطفهم، حيث يزعمون أن إدولف هتلر والنازية أحرقوا ستة ملايين يهودي إبّان الحرب العالمية. | أسطورة المحرقة النازية |
المستوطنات الإسرائيلية | في هذا المصطلح خلط وغلط كبير؛ لأنها لا تعني طرد السكان الأصليين والحلول مكانهم، بل هذا المعنى مأخوذ من مصطلح “مستعمرة”، أو “مغتصبة”. | المستعمرات أو المغتصبات الصهيونية |
المستوطنون اليهود | المستوطن هو الذي يتخذ أرضه وطنًا له، ولكن الحقيقة أن هؤلاء الصهاينة اغتصبوا أرض فلسطين التاريخية، واستولوا عليها، ودمّروا جزءًا كبيرًا منها، وقهروا أهلها، وقتلوهم، وشرَّدوهم، ونهبوا خيراتها ومقدّراتها. | المغتصبون الصهاينة |
المطالب الفلسطينية | يريدون به تهوين حقوق الفلسطينيين والاستخفاف بها وتحقيرها في النفوس، ووصفها بأنها مطالب لهم وليست حقوقًا مشروعة لهم، يمكن أن ترجع إليهم يومًا ما. | الحقوق الفلسطينية |
المهاجرون اليهود | انتقال مجموعة كبيرة من الناس من أرض إلى أرض أخرى، وطرد سكانها الأصليين منها. ويُقصد بذه الهجرة اليهودية الغاشمة إلى فلسطين؛ لزيادة عددهم ونفوذهم وتسلّطهم. | المحتلُّون اليهود |
نجمة داود u | نسبتها إلى داود u ليس لها أصل في المصادر التاريخية، ولا حتى اليهودية منها، فيجدر بنا تنزيه نبيّ الله داود u من هذه النسبة المخزية والفاضحة. | النجمة السداسية |
النزاع الفلسطيني الإسرائيلي | الهدف منه التخفيف من حدّة الصراع والحرب القائمة على أرض فلسطين التاريخية، وتضييق الأمر وحصره بمسألة نزاع بسيط يمكن حلّه على طاولة المفاوضات. | الصراع مع اليهود |
هيكل سليمان u | يزعم اليهود أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى المبارك مكان المعبد الذي يعتقدون أن نبيّ الله سليمان u بناه، ويحاول اليهود الغاصبون استعادته من المسلمين. | المسجد الأقصى |
يهودا والسامرة والجليل | حاول الصهاينة بإطلاق هذا المصطلح تسويغ عملية الضمّ، وإيجاد تاريخ وثقافة وحضارة لهم على أرض فلسطين، وطمس المعالم الفلسطينية والتاريخية. | فلسطين المحتلّة |
أبرز الحروب والمعارك التي شنَّها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة[31] | ||
التسمية الصهيونية | تفاصيـــــــل العمليـــــة | التسمية الفلسطينية |
الرَّصاص المصبوب | هي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين من يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009. | معركة الفرقان |
عملية عمود السحاب | عملية عسكرية شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وبدأت في 14 نوفمبر 2012 بقتل أحمد الجعبري، رئيس الجناح العسكري لحماس في غزة نتيجة غارة جوية إسرائيلية، واستمرت 8 أيام، حتى 21 نوفمبر 2012م. | معركة حجارة السِّجيل |
عملية الجرف الصامد | عملية عسكرية شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدأت فعليًا يوم 8 يوليو 2014م، وكان الهدف المعلن منها وقف إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل، التي ازدادت بعد الحملة الإسرائيلية ضد حماس في الضفة الغربية في أعقاب خطف حماس ثلاثة مستوطنين إسرائيليين وقتلهم، واستمرت العملية 50 يومًا، حتى 26 أغسطس 2014م. | معركة العصف المأكول |
عملية حارس الأسوار | عملية عسكرية شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. بدأت في 10 مايو 2021 بعد الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في القدس، مع تحذير حركة حماس على لسان قائد جناحها العسكري محمد الضيف بأنَّ أمام الجيش الإسرائيلي ساعة للخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإلَّا ستندلع الحرب، ومع انتهاء المهلة في تمام الساعة السادسة مساءً؛ بدأت المقاومة الفلسطينيّة بإطلاق الصواريخ على شكل رشقات صاروخية مكثفة على إسرائيل، وبعدها بدأت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة، وهو ما تسبب ببدء الحرب، واستمرت العملية 12 يومًا، وانتهت في 21 مايو 2021 بهدنة بوسَاطة مصرية. | معركة سيف القدس |
الفجر الصادق | في يوم الجمعة الخامس من أغسطس/ آب 2022م اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس (الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في “برج فلسطين” بحي الرمال. | وحدة الساحات |
حرب السيوف الحديدية | هي حرب مستمرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى. حيث بدأ الهجوم بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، وتسلل برًّا وبحرًا وجوًّا نحو ألف من مقاتلي النخبة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى المستوطنات، واستولوا على مواقع عسكرية، وأسروا مئات الإسرائيليين، بينهم عشرات الضباط والجنود، وتجاوز عدد القتلى الإسرائيليين في العملية 1200، وأصيب أكثر من 3 آلاف. واستطاعت المقاومة خلال ساعات قليلة السيطرة على عدة مستوطنات وبلدات في الغلاف في صباح يوم السبت (7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 م. وما زالت مستمرةً حتى هذا التاريخ. | معركة طوفان الأقصى |
الخاتمة والتوصيات
بعد؛ فقد عرض البحث للصراع على المصطلح الذي يشنُّه العدوّ الصهيوني على الشعب الفلسطيني وحضارته وثقافته ولغته، بتأييد ومساندة مادية ومعنوية من الغرب عامّة والولايات المتحدة الأمريكية خاصّة.
ويوصي البحث بضرورة العمل المخطَّط والمنهجي على مستوى الأفراد والمؤسسات المحلية والعربية؛ لأنَّ التحدي خطير، والإجراءات الصهيونية على الأرض تسعى لطمس عروبة فلسطين وتزييف هويتها الحقيقية؛ مما يستدعي من الجميع مواجهته على المستوى الجماعي والفردي.
وهذه بعض التوصيات على سبيل المثال، لا الحصر:
أولاً: على المستوى الفردي
- الوعي المعمق بهذه الحرب الإعلامية الشرسة التي يشنّها العدوّ الصهيوني، والحذر من كلّ ما يرد إلينا من مصطلحات جديدة يسكّها الغرب عامة والعدوّ الصهيوني خاصة.
- لا بديل عن المقاطعة ومقاومة أية محاولة للتطبيع مع العدوّ الصهيوني، لأن التطبيع خاصة الثقافي منه والإعلامي يعطي للعدو فرصة ثمينة للتسلل إلى عقولنا ونشر مصطلحاته المشبوهة.
- معرفة العدوّ الصهيوني عقديًا وسياسيًا، والإدراك أنه لا أمل في أي سلام أو مصالحة معه، وأن المعركة معه معركة حاسمة، إما هو أو نحن، وأنه لا يفهم إلا لغة القوة، وأن ما يقبله هو ما يضطر إلى قبوله.
- السعي كل منا في موقعه إلى هذه المعركة، معركة الرأي العامّ، حيث يشارك فيها الجميع بالوعي والرأي والمتابعة.
ثانيًا: على المستوى الجمعي
- متابعة الجهد الذي قامت به الإدارة الثقافية بالجامعة العربية وما شكلته من لجان لتحديد أسماء المواقع الجغرافية في الوطن العربي، وبالتحديد لجنة فلسطين لمتابعة ما تقوم به إسرائيل من تغيير لأسماء المواقع الجغرافية في الأراضي المحتلة.
- الوقوف على ما قام به مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وما قدّمه من حصر شامل للمواقع الفلسطينية التي قام العدو الصهيوني بتغيير أسمائها إلى أسماء عبرية، مع ذكر الأسماء العربية الأصلية لهذه المواقع.
- تشكيل لجنة من الخبراء في نظم المعلومات والجغرافيا واللغويات وشؤون فلسطين، تتولى مهمة تحقيق الأسماء العربية الدقيقة للأعلام الجغرافية في فلسطين حتى 15 مايو 1948 والأسماء الحالية المحرَّفة، وحصرها في قاموس خاصّ.
- تسجيل الأعلام الجغرافية على خرائط تكون مرجعًا علميًا وتراثيًا وجغرافيًا لفلسطين.
- توثيق الصلات بالمراكز والمؤسسات الإعلامية الدولية غير الموالية للصهيونية، من أجل إيصال التغطية الإعلامية للقضايا العربية للرأي العام الدولي، مع الحرص على المادة الإعلامية التي تمتاز بالمصداقية والموضوعية والمهنية، حتى تصل بنجاح إلى الجمهور المستهدف.
- فضح النظرية الإسرائيلية، وهي في مضمونها نظرية أمنية بحتة، وتفنيد ادعاءاتها من أنها مستهدفة ومكروهة، وتسليط الضوء على سياسة بثِّ الرعب واستغلاله في كسر شوكة الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن الأمن لا يتأتى عن طريق البطش والإرهاب.
- تقويض الرواية الإسرائيلية ومصطلحاتها في الدفاع عن النفس الذي تستخدمه دولة الكيان، لتبين أنها هي المعتدى عليه، وضبط النفس لتصوير نفسها بأنها تكبح جماح ردها على الاستفزاز الفلسطيني، بينما هي في حالة هجوم، ثم الإرهاب الذي تطلقه على المناضلين والمقاومين.
قائمة المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الأزدي: علي بن الحسن، أبو الحسن، الملقَّب بـكراع النمل – المُنَجَّد في اللغة، تحقيق: أحمد مختار عمر، وضاحي عبد الباقي، القاهرة، عالم الكتب، ط2، 1988م.
- الألباني: محمد ناصر الدين، أبو عبد الرحمن – صحيح الجامع الصغير وزياداته، المكتب الإسلامي، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي.
- التهانوي: محمد بن علي – موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: تقديم وإشراف ومراجعة: رفيق العجم، وعلي دحروج، نقل الفارسي إلى العربية: عبد الله الخالدي، ترجمة: جورج زيناني، بيروت، مكتبة لبنان، ط1، 1996م.
- ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم – مجموع الفتاوى، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، السعودية، 1416هـ، 1995م.
- الجرجاني: علي بن محمد – التعريفات، تحقيق: إبراهيم الأبياري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط1، 1405هـ.
- الحكمي: حافظ بن أحمد بن علي – شرح اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون، شرح: عبد الكريم الخضير، دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير، الكتاب مرقَّم آليًا.
- دوزي: رينهارت بيتر آن – تكملة المعاجم العربية، نقله إلى العربية وعلَّق عليه: محمَّد سَليم النعَيمي، وجمال الخياط، العراق، وزارة الثقافة والإعلام، ط1، من 1979-2000م.
- السمرقندي: نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، أبو الليث – بحر العلوم=تفسير السمرقندي، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة التفاسير، المكتبة الشاملة.
- الطبري، محمد بن جرير، أبو جعفر – جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ، 2000م.
- عبد الرحيم: أحمد – حرب المصطلحات: دراسة تصحيحية للمفاهيم والمصطلحات المتداولة حول الصراع العربي الإسرائيلي، إشراف: صلاح الدين حافظ، مطبوعات اتحاد الصحفيين العرب، 2002م.
- عمارة، محمد – معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام، دار نهضة مصر، ط2، 2004م.
- عمر: أحمد مختار – معجم اللغة العربية المعاصرة، بمساعدة فريق عمل، القاهرة، عالم الكتب، ط1، 1429هـ، 2008م.
- العيني: محمود بن أحمد، أبو محمد، بدر الدين – عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، المكتبة الشاملة.
- الغزالي: محمد بن محمد، أبو حامد – معيار العلم في فن المنطق، تحقيق: سليمان دنيا، القاهرة، دار المعارف، 1961م.
- ابن فارس: أحمد بن زكريا، أبو الحسين – معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دمشق، دار الفكر، 1979م.
- القرطبي: محمد بن أحمد بن أبي بكر، أبو عبد الله – الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2، 1384هـ، 1964م.
- ابن كثير: إسماعيل بن عمر، أبو الفداء – تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1420هـ، 1999م.
- المسيري: عبد الوهاب – فنّ الخطاب والمصطلح الصهيوني: دراسة نظرية وتطبيقية، لبنان، دار الشروق، 2005م.
- المناوي: محمد عبد الرؤوف – التوقيف على مهمات التعاريف، تحقيق: محمد رضوان الداية، بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، 1410هـ.
- ابن منظور: محمد، جمال الدين – لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط3، 1994م.
المجلات والمواقع الإلكترونية
- زكي: عبد المعطي – حرب المصطلحات: وسائل صهيونية وإستراتيجيات عربية مطلوبة، موقع علامات: www.alamatonline.net.
- الضاري: مثنى حارث – الغزو المصطلحي؛ مفهومه، وشواهده، وواقعه في العراق، مركز الأمة للدراسات والتطوير، منشور بتاريخ: 7 أغسطس، 2021م، https://alummacenter.com/?p=2394.
- مشيك، محمد – القضية الفلسطينية والأبعاد الحضارية والاقتصادية، موقع ميادين، تم نشره بتاريخ: 24 تشرين ثاني 2023م، https://www.almayadeen.net.
- مطر: موزة – المركز الفلسطيني للإعلام: أحدث إصدارات اتحـاد الصحفيـين العرب، صحيفة الاتحاد الإماراتية، بتاريخ: 1/1/2003، www.palestine-info.com.
- موقع الجزيرة – أبرز حروب إسرائيل على قطاع غزة، آخر تحديث: 28/7/2024، https://www.aljazeera.net.
([1]) للاستزادة؛ انظر: عمارة، محمد – معركة المصطلحات بين الغرب والإسلام، دار نهضة مصر، ط2، 2004م، ص38.
([2]) انظر: ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم – مجموع الفتاوى، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، السعودية، 1416هـ، 1995م، 7/94. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، أبو الفداء – تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1420هـ، 1999م. وممَّن قال من السَّلف بذلك: ابن عبَّاس ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقَتادَة. انظر: الطبري، محمد بن جرير، أبو جعفر – جامع البيان في تأويل القرآن،
تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ، 2000م، 1/541.
([3]) صحيح. عن أبي مالك الأشعري. انظر: الألباني، محمد ناصر الدين، أبو عبد الرحمن – صحيح الجامع الصغير وزياداته، المكتب الإسلامي، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي، 2/959.
([4]) الضاري: مثنى حارث – الغزو المصطلحي؛ مفهومه، وشواهده، وواقعه في العراق، مركز الأمة للدراسات والتطوير، منشور بتاريخ: 7 أغسطس، 2021م، https://alummacenter.com/?p=2394.
([5]) صحيح. من حديث أنس بن مالك t. انظر: الألباني – صحيح الجامع الصغير وزياداته، مصدر سابق، 1/593.
([6]) القرطبي: محمد بن أحمد بن أبي بكر، أبو عبد الله – الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2، 1384هـ، 1964م، 13/58.
([7]) الضاري: مثنى حارث – الغزو المصطلحي، مصدر سابق.
([8]) الجرجاني: علي بن محمد – التعريفات، تحقيق: إبراهيم الأبياري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط1، 1405هـ، ص22.
([9]) المناوي: محمد عبد الرؤوف – التوقيف على مهمات التعاريف، تحقيق: محمد رضوان الداية، بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، 1410هـ، 1/460.
([10]) ابن فارس: أحمد بن زكريا، أبو الحسين – معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دمشق، دار الفكر، 1979م، 3/303. وابن منظور: محمد، جمال الدين – لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط3، 1994م، 2/516.
([11]) التهانوي: محمد بن علي – موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: تقديم وإشراف ومراجعة: رفيق العجم، وعلي دحروج، نقل الفارسي إلى العربية: عبد الله الخالدي، ترجمة: جورج زيناني، بيروت، مكتبة لبنان، ط1، 1996م، ص27.
([12]) التهانوي: محمد بن علي – كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ص28،29.
([13]) الجرجاني: علي بن محمد بن علي – التعريفات، 1/44.
([14]) الحكمي: حافظ بن أحمد بن علي – شرح اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون، شرح: عبد الكريم الخضير، دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير، الكتاب مرقَّم آليًا، 1/7.
([15]) الأزدي: علي بن الحسن، أبو الحسن، الملقَّب بـكراع النمل – المُنَجَّد في اللغة، تحقيق: أحمد مختار عمر، وضاحي عبد الباقي، القاهرة، عالم الكتب، ط2، 1988م، حرف أ.
([16]) دوزي: رينهارت بيتر آن – تكملة المعاجم العربية، نقله إلى العربية وعلَّق عليه: محمَّد سَليم النعَيمي، وجمال الخياط، العراق، وزارة الثقافة والإعلام، ط1، من 1979 – 2000م، 6/463.
([17]) عمر: أحمد مختار – معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، ط1، 1429هـ، 2008م، 2/1314.
([18]) زكي: عبد المعطي – حرب المصطلحات: وسائل صهيونية وإستراتيجيات عربية مطلوبة، موقع علامات: www.alamatonline.net، بتصرف.
([19]) الغزالي: محمد، أبو حامد – معيار العلم في فن المنطق، تحقيق: سليمان دنيا، القاهرة، دار المعارف، 1961م، 1/16.
([20]) السمرقندي: نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الليث – بحر العلوم=تفسير السمرقندي، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة التفاسير، المكتبة الشاملة، 1/307. وابن كثير: إسماعيل بن عمر، أبو الفداء – تفسير القرآن العظيم، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، بيروت، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون، ط1، 1419هـ، 1/373.
([21]) العيني: محمود بن أحمد، أبو محمد، بدر الدين – عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، المكتبة الشاملة، 14/206.
([22]) زكي: عبد المعطي – حرب المصطلحات، مصدر سابق، بتصرف.
([23]) مطر: موزة – المركز الفلسطيني للإعلام: أحدث إصدارات اتحـاد الصحفيـين العرب، صحيفة الاتحاد الإماراتية، بتاريخ: 1/1/2003، www.palestine-info.com، بتصرف.
([24]) زكي: عبد المعطي – حرب المصطلحات، مصدر سابق، بتصرف.
([25]) مطر: موزة – المركز الفلسطيني للإعلام، مصدر سابق، بتصرّف.
([26]) زكي: عبد المعطي – حرب المصطلحات، مصدر سابق، بتصرف.
([27]) مطر: موزة – المركز الفلسطيني للإعلام، مصدر سابق، بتصرف.
([28]) مطر: موزة – المركز الفلسطيني للإعلام، مصدر سابق، بتصرف.
([29]) انظر: مشيك، محمد – القضية الفلسطينية والأبعاد الحضارية والاقتصادية، موقع ميادين، تم نشره بتاريخ: 24 تشرين ثاني 2023م، https://www.almayadeen.net.
([30]) انظر كلاً من: المسيري: عبد الوهاب – فنّ الخطاب والمصطلح الصهيوني: دراسة نظرية وتطبيقية، لبنان، دار الشروق، 2005م، ص128-150، بتصرف. وعبد الرحيم: أحمد – حرب المصطلحات: دراسة تصحيحية للمفاهيم والمصطلحات المتداولة حول الصراع العربي الإسرائيلي، إشراف: صلاح الدين حافظ، مطبوعات اتحاد الصحفيين العرب، 2002م. وزكي: عبد المعطي – حرب المصطلحات: وسائل صهيونية، واستراتيجيات عربية مطلوبة. ومطر: موزة – المركز الفلسطيني للإعلام، www.alamatonline.net.
[31] موقع الجزيرة – أبرز حروب إسرائيل على قطاع غزة، آخر تحديث: 28/7/2024، https://www.aljazeera.net.